الجمعة، أكتوبر 31، 2008
الراوي: نقل الخوارزمي الشافعي في كتابه (مقتل الحسين عليه السلام) ان الامام الحسين عليه السلام ذهب يوماً الي بستان له، ومعه اصحابه جاء بهم ليطعمهم من ثمار بستانه، فلما دخل رأى غلاماً له اسمه «صافي» وهو ياكل خبزاً، فاخذ الامام الحسين عليه السلام ينظر اليه مستتراً من وراء نخلة و «صافي» يرفع رغيفه ويرمي بنصفه الى الكلب، ويذلك هو النصف الآخر، فاكبر الامام الحسين عليه السلام هذا الايثار من غلامه وخادمه «صافي» الذي قال بعد ان اكمل اكل قرصة.صافي: الحمد لله رب العالمين، الله اغفر لي واغفر لسيدي، وبارك له كما باركت على ابويه (علي وفاطمة) برحمتك يا ارحم الراحمين.الراوي: فقام الامام الحسين عليه السلام واقبل على «صافي» يناديه، يا صافي يا صافي
صافي: يا سيدي وسيد المؤمنين اني ما رأيتك فاعف عني.
الراوي: فقال له الحسين سلام الله عليه: اجعلني في حل يا صافي، لاني دخلت بستانك بغير اذنك. فقال «صافي»:
صافي (بحياء): بفضلك يا سيدي وكرمك وسؤددك تقول هذا.
الراوي: فسأله الامام الحسين (عليه السلام): رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب، وتأكل النصف الآخر فما معنى ذلك؟صافي: سيدي، ان هذا الكلب ينظر الى حين آكل، فاستحيي منه يا سيدي لنظره الي، وهو كلبك الذي يحرس بستانك من اللصوص، فانا يا سيدي مملوكك وهذا كلبك فاكلنا رزقك معاً.
الراوي: فبكى الامام الحسين (عليه السلام) وقال لغلامه: انت عتيق الله وقد وهبت لك الفي دينار بطيبة من قلبي.
صافي: سيدي ان اعتقتني فانا اريد القيام ببستانك.
الراوي: فقال له الامام الحسين (عليه السلام) ان الرجل اذا تكلم بكلام فينبغي ان يصدقه بالفعل، فانا قد قلت: دخلت بستانك بغير اذنك، فصدقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك، غير ان اصحابي هؤلاء جاووا لأكل الثمار والرطب، فاجعلهم اضيافاً لك، واكرمهم من اجلي اكرمك الله يوم القيامة، وبارك الله لك في حسن خلقك وادبك.
صافي: سيدي يا ابن رسول الله ان وهبت لي بستانك، فانا قد جعلته سبيلاً مباحاً لاصحابك وشيعتك ومحبيك كرامة لك يا سيدي.
التسميات: قصص هادفة
0 التعليقات:
إرسال تعليق