الجمعة، أكتوبر 31، 2008

عشِقْتُ علِيّاً أميراً عَليّا
فصارَ هواهُ أميراً عَلَيّا
يسُدُّ عليَّ دروبَ ضَلالي
فأسلُكُ فيهِ (صِراطاً سَويّا)
وأظفَرُ منهُ (بصكِّ نجاتي)
وأُسقى شَراباً بهِ كوثريّا
وأولدُ حيّاً وأُدفَنُ حيّا
وأُبعَثُ بعدَ وفاتيَ حيّا
* * *
فمُذْ كنتُ في نُطفةٍ مُستكيناً
عَـقدتُ وحبُّكَ عقداً وفيّا
وحينَ وُلِدتُ وُلِدتَ بِسمعي
أذاناً تردّدَ من والديّا
ولمّا استُبـينا عنِ اسميَ قالا
على اسمِ (الأميرِ) يُسمّى (عَلِيّا)
فصِرتَ معي هادياً لِدروبي
وحيثُ رجوتُك ألقاكَ فيّا
ولمّا بلغتُ وجدتُكَ شرعاً
لكلِّ قويمٍ ، وحقّاً جَلِيّا
قرأتُـك في (الذكرِ) ذِكراً عظيماً
رأيتُك في (النهجِ) نهجاً (رضيّا)
عَرَفتُ الجِنانَ لِحُبِّكَ تَهفو
وَتمقُتُ مَنْ لا يَراكَ وَلِيّا
وأنَّ (ولائي) سيُدعى إلَيْها
وَمِنها سَيجني قِطافاً جَنيّا
فرُحتُ أُناجيكَ في كلِّ هَمٍّ
وأسمعُ منكَ (نِداءً خفـيّا)
تـفـكّرتُ فيك وما أنتَ فيهِ
تمعّـنتُ فيكَ مليّاً مليّا
فَأيقَنتُ أنَّكَ صُنوُ النَّبيِّ
وأنَّكَ لَولاهُ كنتَ النَّبيّا
هواكَ بصُلبِ كياني مُقـيمٌ
وأقرَبُ منّي مِراراً إليّا
تَدَيَّنتُ فيكَ ولولاكَ فِيهِ
نَفَضْتُ التديُّنَ مِنْ رَاحتيّا
ولو جئتُ أمدَحُ فيكَ خِصالاً
لأفنيتُ عُـمري وما جِئتُ شيّا
فسيفُـكَ لا سيفَ إلاّهُ ، نادى
بِذلكَ (جبريلُ) صوتاً عليّا
ولولاهُ ما ظلَّ للدينِ ذِكرٌ
ولا عَرَفَ الكونُ 'طه' النبيّا
أبى العلمُ إلاّكَ باباً إليهِ
فقُلتَ ادخلوا بِسلامٍ عَلَيّا
وقلتَ (سلوا قبلَ أنْ تـفـقـدوني)
فكلُّ علومِ البشيرِ لَديّا
ورايةُ خيبرَ لم تَعْلُ حتّى
تكفّـلتَها فارِساً حيدريّا
فما احتَمَلَتْ غيرَ كفِّكَ كفّاً
ولا افـتَرَشَتْ غيرَ فيئِكَ فيّا
سلوا بابَ خيبرَ مَنْ قد دحاها
ومَنْ ذا طواها بكفّـيهِ طيّا
وذاكَ فِراشُ النبيِّ سلوهُ
مَنِ الباتَ فيهِ ونامَ هنيّا
وأسيافُ غدرٍ على البـابِ تجثو
تراهُ طعاماً إليها شهيّا
ومَنْ ذا سواهُ لهُ الشمسُ رُدّتْ
وصارَ لهُ غربُها مشرقيّا
وُلِدتَ بكعـبةِ ربِّكَ طُهراً
(وأشرَقَـتِ الأرضُ) نوراً بهيّا
وفيها رقـيتَ على كتْفِ طه
وحـطّمتَ أصنامَ مَنْ ضلَّ غِـيا
* * *
(مِنَ المؤمنينَ رِجالٌ) ومَن ذا
عداهُ تسيّدَهم هاشميّا
(يُجاهِدُ في الله حقَّ جِهادٍ)
ويؤتي الزكاةَ رَكوعاً خشِيّا
على حُبّهِ يُطعِمُ الزادَ زُلفى
فتىً (يُقـرِضُ الله قرضاً) سخِيّا
توغّلَ في البرِّ حتّى تـناهى
وطهر من كل رجس نقيا
وفي (قُلْ تعالوا) بأمرِ القـديرِ
غَـدَا و(مُحمّدَ) في النفسِ سِيّا
ويومَ (الغديرِ) تعالى إماماً
وأضحى على كلِّ عـبدٍ وليّا
وجاءَ النداءُ لأحمدَ (بلّغْ)
فبلّغَ أمرَ الإلهِ جَلِيّا
فيا مؤمنونَ اتّـقـوا الله حقّاً
(وكونوا معَ الصادقينَ) سويّا
فهذا عليٌ مع الذكر يُتلى
فما قولهم أين نلقى عليا؟
* * *
وما دُمتَ تحضُرُ كلَّ احتضار(ٍ1)
فيا ليتَ في المهدِ متُّ صبـيّا
ويا ليتَ ألفاً أموتُ وأحيا
بكلِّ لُحيـظةِ عُـمرٍ لديّا
ويا ليـتَـني نِبْتُ عن كلِّ مَيْتٍ
تَـقِيٍّ لِـتخلُدَ في مُقلتـيّا
وإنّي لأعشَقُ منّي غُـروبي
إذا رُحتَ تُـشرِقُ في ناظريّا
وأحسُدُ في موتِها كلَّ عـينٍ
وكلَّ ضريحٍ لِمَيتٍ تَهيّا
سرى بِعـروقي ولاءُ عليٍّ
فـفاضتْ معانيهِ من أصغـريّا
* * *
وللآنَ يكوي جراحَكَ ظُلمٌ
أليمٌ فـتذرِفُ دمعاً هميّا
وتذهَلُ رؤياكَ في كُنهِ خَلْق
ٍيسيرُ معَ الموجِ سَيْراً عَـميّا
لانك حيّ ارادوك ميتا
فاكثرهم يكره الحق حيا
عصوك لانك لم تعص حقا
وجاءوا بغدرك شيئا فريا
فعشت عليا ومت عليا
وعاش ومات المعادي شقيا
هويت شهيدا بمحراب نسك
وفزت وربك فوزا عليا
واسلمت من ظلموك جحيما
وقلت خذيهم لعدلك هيا
وهذا مزارك آيات صدق
يظل بكل المعاني غنيا
بكل مكان وفي كل حين
نظل ننادي عليا عليا

0 التعليقات: